You are currently viewing أبو حامد الإسفراييني ونبذه عن غزارة علمه

أبو حامد الإسفراييني ونبذه عن غزارة علمه

أبو حامد الإسفراييني هو أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الإسفراييني، وهو الفقيه الشافعي كما أنه من علماء بغداد في الدين وأيضا الأدب وكان من أفضلهم، وكان الناس يحضرون مجالسه أكثر من ثلاثمائة فقيه، لذلك سوف نتعرف على سيرة أبو حامد الإسفراييني الطيبة.

أبو حامد الإسفراييني

ولد أبو حامد في عام 344 هجرية لكنه قد ذهب إلى بغداد سنة 363 هجرية، وقد قال الخطيب سنة 364 هجرية، وتعلم الفقه في بغداد في عام سبعين، لكنه قد توفي في ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت في شوال عام 406 هجرية ببغداد، وقد دفن في داره حتى تم نقله إلي مقبرة باب حرب عام 410 هجرية.

كما قال الخطيب أنه قد صلى جنازته في الصحراء وراء جسر أبي الدنيا، وكان إمام الصلاة هو أبا عبد الله المهدي إمام جامع المنصور، وكان يوما عظيما بكثرة الناس المتجمعه وشدة تأثرهم بالحزن والبكاء الشديد.

ونسبه كان إلى إسفرايين وهي بلدة في خراسان قريبة من نيسابور وكانت تقع في منتصف الطريق إلى جرجان،

انجازاته في خدمة الإسلام

لقد كتب الكثير من التعليقات على مختصر المزني تعاليق، وله في المذهب تعليقه الكبرى وكتاب البستان وكان صغير وذكر في هذا الكتاب غرائب، كما أنه تعلم الفقه من أبي الحسن بن المرزباني و أبي القاسم الداركي، وقد اتفق عليه الجميع أنه كان سابق عصره في تفضيله وجودة النظر.

فقد قدم أبو حامد الكثير للإسلام وذلك من خلال فقهه وحكمته، فقد تتلمذ على يد كبار العلماء، وكان ذلك منذ كان عمره صغير فهو فقيه علم كثير الحديث، كان يتميز بأن لديه قدره كبيره على التركيز وحفظ الأحاديث في فترة زمنية قصيرة.

ويمتلك أبو حامد قدرة كبيرة على توصيل المعلومات الدينية والفقه الديني بشكل مبسط وسهل، لذلك كان يجلس الكثير من الشباب والشيوخ في مجالسه للتعلم منه، كما أن فترة حياته في بغداد جعلت منه أيقونة كبيرة للمسلمين فهو قدم الكثير من الإنجازات في هذه المدينة ليظل اسمه من اسماء كبار علماء الفقه والدين الإسلامي حتى وقتنا هذا.

غزارة علم أبو حامد الإسفراييني

لقد انتهت حياة أبو حامد الإسفراييني في بغداد، فقد علق عنه في أصول الفقه وأيضا في شرح المزني، وأيضا في طبق الأرض بالأصحاب كما أنه جمع في مجلسه ما يقرب من 300 عالم ومتفق عليه، كما أتفق العلماء عنه قدرته في تقديم العلم والفقه.

وقد تحدث الكثير عن ترجمته فقد سأل القاضي أبا عبد الله الصميري وفي ذلك الوقت كان إمام الأصحاب فقال له: هل رأيت أنظر من الشيخ أبي حامد؟، فرد عليه أن ما رأينا أنظر من أبو حامد ولا من أبي الحسن الخرزي، وهذا دليل على علمه الغزير الذي خدم به الأمة الإسلامية.

وقد حكى أيضا رئيس الرؤساء جمال الورى أبو القاسم علي بن الحسين رضي الله عنه أنه قال: أن الشيخ أبو حامد لا يوجد من هو أفقه منه فهو يمتلك فقه عظيم وهو أنظر من الشافعي، كما قال رئيس الرؤساء: لقد اغتظت منه وبالتحديد في هذا القول.

فقلت له: أن هذا القول من أبي الحسين لقد حمله عليه اعتقاده في أبو حامد، وأنه متعصب للحنفية عن الشافعية، فكان ابو حامد شخص يحمل علم كبير كما أنه شخصية قديمة وعالم كبير، علمه الغزير جعل منه رمز من رموز رجال الدين الإسلامي في الفقه.

مؤلفات أبو حامد الإسفراييني

لقد عمل تأليف الكثير من الكتب وعمل على شرح بعض الاشياء منها:

  • كتاب شرح المزيني.
  • كتاب الرونق.
  • كتاب البستان.
  • كتاب التعليقة الكبرى في المذهب.
  • كتاب تعاليق في مختصر المزني.
  • كتاب شرح فروع ابن الحداد
  • كتاب والمجرد
  • كتاب المنهاج في الأخلاقيات
  • كتاب طبقات الشافعية
  • كتاب شرح الكفاية في الأصول
  • كتاب مصنفات كثيرة في الخلاف والمذهب، كما أنه ألف المجموع في عدة مجلدات، وأخيرا المقنع.

أقول حكماء المسلمين عنه

  • لقد قال ابن الصلاح: الشيخ أبو حامد كان من أهم علماء الحديث ثم قال: إن الله عز وجل يبعث للأمة الإسلامية كل مائة عام من يجدد لها الدين فكان الإمام الشافعي على رأس 200 عام، أما ابن سيرج على رأس 300 عام، بينما أبو حامد على رأس 400 عام.
  • كما قال الشيخ محيي الدين النواوي: لقد قام الشيخ أبي حامد تعليقه في نحو من خمسين مجلدا، ذكر فيها مذاهب العلماء، وبسط أدلتها والجواب عنها، تفقه عليه جماعة منهم: أبو علي السنجي، وقد تفقه السنجي على القفال أيضا، وهما شيخا طريقتي العراق وخراسان وعنهما انتشر المذهب.
  • قد قال الخطيب تكلموا عن أبي حامد، أنه ثقة وحضرت كل تدريسه في مسجد ابن مبارك، وأنه كان يحضر دروسه التي من سبعمائة فقيه، وكان يقولون الناس ان لو الشافعي رآه لكان فرح به كثيرا.
  • قد قال الخطيب أيضا وحدثني أبو إسحاق الشيرازي قال: سألت القاضي أبا عبد الله الصيمري: من أنظر من رأيت من الفقهاء ؟ فقال: أبو حامد الإسفراييني.

وقيل عنه أيضا

  • قال أبو حيان التوحيدي في رسالة له: لقد سمعت الشيخ أبا حامد يقول لطاهر العباداني: لا تعلق كثيرا مما تسمع هنا في مجالس الجدل، فإن الكلام يجري فيها على تخلف الخصم ومغالطاته ودفعه ومغالبته، فلسنا نتكلم لوجه الله خالصا، ولو أردنا لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا نبوء بغضب الله، فإنا نطمع في سعة رحمة الله.
  • كما ذكر الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد، إن أبي حامد كان يتحدث في الدروس بشكل سهل وبسيط عن عبد الله بن عدي وأبي بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن محمد بن عبدالله الإسفرايني.
  • وأنه قد حضر له دروس في مسجد عبدالله بن مبارك وكان ثقة، وكان يحضر له في الدروس أكثر من 700 فقيه وكان الناس يقولون ان لو الشافعي رآه كان لفرح كثيرا به.
  • كما حكى الشيخ أبو إسحاق في الطبقات أن ابي الحسين القدوري الحنفي كان يحب ويفضل أبي حامد، وقال الوزير أبي القاسم علي بن الحسين قال: إن أبو حامد افضل وافقه من الشافعي.

أساتذته

لقد تتلمذ على يد علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود.

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

تلاميذه

  • أبي الفتح سليم بن أيوب بن سليم الرازي.
  • محمود بن الحسن الطبري القزويني أبي حاتم.
  • الحسن بن عبد الله البندنيجي أبي علي.
  • طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري أبي الطيب
  • إبراهيم بن محمد بن موسى بن هارون بن الفضل بن هارون.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

وفاته

قال الخطيب أنا أبو حامد مات في شوال عام 406 هجرية، وكان يوم كبير مشهود لكثرة الناس التي كانت تتواجد، ودفن في داره ثم انتقل بعد أربع سنين ودفن بباب حرب رحمه الله.

ومات معه باديس بن منصور الحميري، صاحب المغرب، وشيخ الصوفية أبو علي الدقاق وأبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر.

وحمزة بن عبد العزيز المهلبي وشيخ مكة عبيد الله بن محمد السقطي وشيخ بغداد أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبو الفرج عثمان بن أحمد البرجي بأصبهان، وشيخ المتكلمين أبو بكر بن فورك.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

اترك تعليقاً